«طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله»
[b][size=9]«طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» .
إن من أعقد مشاكل الإنسان هي سوء تعامله مع الأشياء والتصرّف بها . . وان من أبرز تلك التصرفات المسيئة إلى قانون الوجود والطبيعة ونظام الحياة التي تجلب له المآسي ، وتسير بمجتمعه نحو الدمار ، وتعرّض علاقاته الإنسانية للتوتر والخطر ، وتحمِّله التبعات . . إن من أسوأ تلك التصرفات هو التصرف بالمال والكلمة ، تصرفاً لا يتفق والأهداف الخيِّرة التي وجدا من أجلها .
فالإنسان في تعامله مع المال يكدح ، ويبذل الجهد ، ويسلك شتى السبل للكسب وجمع المال ، مندفعاً بدافع الجشع والشح وروح الاحتكار واكتناز المال ، ومن غير وعي ، ولا تفهم لوظيفة المال ، ودوره في الحياة ، وعلاقة الإنسان به .
فإن من الناس ، وهم الأكثرون ، قد جعل همّه جمع المال واكتنازه ، وحرمان الآخرين منه ، بل وحرمان نفسه وأهله مما يجمع ويدّخر ، فتحوّل إلى أداة هدم وتخريب في الحياة . . إن هذه السلوكية المالية هي سلوكية هدامة عدوانية ، تخالف المنهج الإلهي ، والرؤية الإسلامية للمال ووظيفته الاجتماعية ، وعلاقة الإنسان به .
إنّ المنهج النبوي الذي يلخّصه هذا المبدأ الاقتصادي الفريد يتمثل بدعوة الإنسان إلى الالتزام بقانون الطبيعة ، كما خلقها بارئها ، فقانون الطبيعة يقضي بوجود حاجات للإنسان يجب إشباعها ، وهو يحصل على المال لتوفير ذلك الإشباع ، لا لإكتناز المال واحتكاره ، وحرمان الآخرين منه ، لذلك جاء البيان النبوي ليدعو الإنسان إلى أن يأخذ من المال ما يكفيه ، ثمّ ينفق ما زاد على حاجته في حقول العمل الصالح ، ومجالات البرِّ والمعروف وخدمة المجتمع ، فإن هذه السياسة المالية والتربية العقيدية هي وحدها الكفيلة بحل مشكلة الإنسان الاقتصادية ، والتي تحول دون الاحتكار والاستغلال والطبقية الاقتصادية وحرمان الآخرين .
وكما تتأصل في أعماق الإنسان مشكلة جمع المال واكتنازه ، والحيلولة دون تسرّبه إلى الآخرين ، فهو بخيل شحيح به ، يقبض يده ، فلا يخرج منها المال إلاّ بالصراع والعناء ، وربّما بالانتزاع بقوة القانون ، أو الضغط القاهر ، نراه يتعامل مع الكلمة بإسراف وتبذير ، ودونما ضوابط ولا تحفظ .
فنراه يفتح فاه ، ويطلق لسانه من غير رقابة ولا حساب . . يطلقه بكلمة السوء واللغو والثرثرة ، فلا يتورّع عن الغيبة والنميمة والكذب والخداع ، وتناول الناس ، والإساءة إلى سمعتهم ، أو الفضول ، والتدخل فيما لا يعنيه ، أو إطلاق الكلمات من غير هدفية ولا حساب .
إنّه التعامل الخاطئ مع المال والكلمة ، إنّ هذا الإنسان يسير في تعامله معهما سيراً معاكساً لما ينبغي ، إنّ التعامل الصواب هو انفاق الفضل من المال ، وامساك الكلمة الزائدة والخاطئة ، غير أنّ الإنسان أمسك الفضل من ماله ، وأطلق لسانه اطلاق السوء والفضول ، فالناس ضحايا لسانه ، كما هم ضحايا ماله لسوء تعامله مع الكلمة والمال .
.
[/size][/b][b][size=9]«طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله» .
إن من أعقد مشاكل الإنسان هي سوء تعامله مع الأشياء والتصرّف بها . . وان من أبرز تلك التصرفات المسيئة إلى قانون الوجود والطبيعة ونظام الحياة التي تجلب له المآسي ، وتسير بمجتمعه نحو الدمار ، وتعرّض علاقاته الإنسانية للتوتر والخطر ، وتحمِّله التبعات . . إن من أسوأ تلك التصرفات هو التصرف بالمال والكلمة ، تصرفاً لا يتفق والأهداف الخيِّرة التي وجدا من أجلها .
فالإنسان في تعامله مع المال يكدح ، ويبذل الجهد ، ويسلك شتى السبل للكسب وجمع المال ، مندفعاً بدافع الجشع والشح وروح الاحتكار واكتناز المال ، ومن غير وعي ، ولا تفهم لوظيفة المال ، ودوره في الحياة ، وعلاقة الإنسان به .
فإن من الناس ، وهم الأكثرون ، قد جعل همّه جمع المال واكتنازه ، وحرمان الآخرين منه ، بل وحرمان نفسه وأهله مما يجمع ويدّخر ، فتحوّل إلى أداة هدم وتخريب في الحياة . . إن هذه السلوكية المالية هي سلوكية هدامة عدوانية ، تخالف المنهج الإلهي ، والرؤية الإسلامية للمال ووظيفته الاجتماعية ، وعلاقة الإنسان به .
إنّ المنهج النبوي الذي يلخّصه هذا المبدأ الاقتصادي الفريد يتمثل بدعوة الإنسان إلى الالتزام بقانون الطبيعة ، كما خلقها بارئها ، فقانون الطبيعة يقضي بوجود حاجات للإنسان يجب إشباعها ، وهو يحصل على المال لتوفير ذلك الإشباع ، لا لإكتناز المال واحتكاره ، وحرمان الآخرين منه ، لذلك جاء البيان النبوي ليدعو الإنسان إلى أن يأخذ من المال ما يكفيه ، ثمّ ينفق ما زاد على حاجته في حقول العمل الصالح ، ومجالات البرِّ والمعروف وخدمة المجتمع ، فإن هذه السياسة المالية والتربية العقيدية هي وحدها الكفيلة بحل مشكلة الإنسان الاقتصادية ، والتي تحول دون الاحتكار والاستغلال والطبقية الاقتصادية وحرمان الآخرين .
وكما تتأصل في أعماق الإنسان مشكلة جمع المال واكتنازه ، والحيلولة دون تسرّبه إلى الآخرين ، فهو بخيل شحيح به ، يقبض يده ، فلا يخرج منها المال إلاّ بالصراع والعناء ، وربّما بالانتزاع بقوة القانون ، أو الضغط القاهر ، نراه يتعامل مع الكلمة بإسراف وتبذير ، ودونما ضوابط ولا تحفظ .
فنراه يفتح فاه ، ويطلق لسانه من غير رقابة ولا حساب . . يطلقه بكلمة السوء واللغو والثرثرة ، فلا يتورّع عن الغيبة والنميمة والكذب والخداع ، وتناول الناس ، والإساءة إلى سمعتهم ، أو الفضول ، والتدخل فيما لا يعنيه ، أو إطلاق الكلمات من غير هدفية ولا حساب .
إنّه التعامل الخاطئ مع المال والكلمة ، إنّ هذا الإنسان يسير في تعامله معهما سيراً معاكساً لما ينبغي ، إنّ التعامل الصواب هو انفاق الفضل من المال ، وامساك الكلمة الزائدة والخاطئة ، غير أنّ الإنسان أمسك الفضل من ماله ، وأطلق لسانه اطلاق السوء والفضول ، فالناس ضحايا لسانه ، كما هم ضحايا ماله لسوء تعامله مع الكلمة والمال .
.