السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصة رائعة للأطفال اسمها "أليس في بلاد العجائب" للكاتب الإنجليزي
العبقري لويس كارول، تحكي القصة أن "أليس " كانت تمشى في الغابة فقابلت
صديقها الأرنب، فسألته حين التقته عند مفترق طرق :
يا أرنب .. في أي طريق أمشي؟
قال لها : يا أليس..إلى أي مكان تذهبين؟
قالت : لا أعرف .
قال : طالما أنك لا تعرفين، يمكنك المشي في أي طريق .
فهل تعرف وجهتك
أنت، الكثيرون منا تأخذهم الحياة في طريقها برتابة عجيبة، فهم يسيرون على
نفس المنوال ونفس الطريق الذي كانوا يسيرون عليه طيلة حياتهم بغير طموح،
أو قفزة تثير الانتباه، أو خطوة ترقى ببنائهم الفكري أو المادي، فهم
يعيشون حياتهم تائهين ليس لهم هدف أو هوية أو مهام يقومون بها وكثير للأسف
تضيع حياتهم في عالم الأحلام و التمني فهم يحلمون نعم ولكنهم لا يملكون لا
الدافع و لا الرؤية أو الخطة المدروسة لتحقيق
هذا الحلم و بالنظر حولنا سنجد أن معظم الناس يسيرون بلا هدى وبدون وجهة
محددة ومرسومة بدقة و بدون معرفة المكان الذين سيصلون إليه.
إن عملية تحديد الأهداف من أهم العمليات التي تبنى عليها نجاح حياة الإنسان فبدونها يتيه الإنسان و يضيع وسط الاتجاهات الممكنة .
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم )) كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ((
أي أن كل شخص في هذه الحياة يسير ويمضى.. فهناك من يمضى إلى طريق واضح المعالم يفيد نفسه في هذه الدنيا والآخرة وهناك من يتخبط يمينا و يسارا و ليس في جعبته من أسهم الخير والرؤى المستقبلية الخيرة شيء .
إن الإنسان الناجح هو الذي يسير ويتحرك ويتصرف ويتكلم و فق أهداف مرسومة
مسبقا و يعمل على تحقيقها أما الإنسان الذي ليس له أهداف فإنه سيبقى في
مكانه. وأهمية تحديد الهدف تتضح أكثر إذا علمنا أن هذه العملية تؤثر على
العقل اللاواعي للإنسان ويصبح بالتالي يسير نحو الهدف تلقائيا. هل سرت ذات
مرة في الطريق لقضاء حاجة ما فوجدت نفسك قد وصلت إلى غايتك دون أن تشعر.
من الذي قادك إلى هناك؟ نعم، إنه اللاواعي. عندما نستطيع أن نغرس أهدافنا
بشكل عميق في عقلنا اللاواعي فإنه بالتالي يقودنا بشكل تلقائي نحو الهدف
إن
تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تسيطر على اتجاه
حياتك بإذن الله، فأنت الذي تقرر ماذا تريد وأي طريق تسلك، ولا تترك ذلك
للظروف وللآخرين يختارون لك حياتك، مما يعطيك إحساسا كبيرا بالثقة بالنفس
والإحساس بالقوة التي أنعم الله بها عليك
[b]
إذا قمت بوضع أهدافك بصورة واضحة ومحددة، وقمت بكتباتها حتى لا تغيب عن
ناظريك فإنك ستصبح أكثر تركيزًا عليها، مما يحدو بك ولابد إلى مزيد من
النجاح والإنجاز فتتحسن حياتك، وتصير أكثر طاقة وحيوية، وفي هذا وصول إلى
درجة عالية من السعادة .[/b]
[b] وتكون
هذه السعادة دائمة ومستمرة إذا ارتبطت هذه الأهداف التي حددتها لنفسك
بمرضاة الله عز وجل إذ أنها تكون في هذه الحالة سببًا للسعادة، ليس فقط في
الدنيا، وإنما أيضًا في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم، يقول الله تعالى:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} النحل: 97
[/b]
[b] " إذا قرأت مشاركتي فلا تحرمني من دعائك أو ردك "[/b]
.